فاطمة لزعر
لطالما راودني التفكير في سن قراءة سورة الكهف كل ليلة جمعة
و لقد ذهبت بي الأفكار كل مذهب فما الحكمة من ذلك ؟
و رغم أنني صادفت بعض الأجوبة، لكنها لم تسد رمقي ولم تروعطشي
إلى أن رأيت بأم عيني زمن الكورونا الذي جعل الحياة الخارجية جثة هامدة
و أحيى البيوت وجعلها نعمة ورحمة
ففهمت كيف هجر أهل الكهف مناصبهم العالية وحياتهم الراقية وآووا إلى كهف موحش مظلم، وليس على الإنسان هين ترك ما يحب ويرضى
وكنت أظن أنها مجرد قصة ماضية ضاربة في أعماق جدور التاريخ الغابر، ولم أكن أعلم أبدا أن الإنسان مهما علا وغلا فمآله حتما الى الكهف عاجلا أو آجلا.
وحتى وإن اختلفت مسوغات المأوى إلى الكهف وظروفه وملابساته ، فوحدة المصير تجمعنا.
فنحن لم نلزم كهوفنا هربا بديننا، وإنما هروبا إلى الديان،لا للموت والنوم الذي أدمى جنوبنا وإنما لطلب الرشد والسلامة والنجاة
وللرجوع إلى قلوب أسرنا ، التي كثيرا ما جافيناها بدعوى الأعمال والمشاغل لنربط الوشائج المنفصمة ، ونعمق الأواصر المنفصلة ،ونحقق السكن المنشود والأمن المفقود
ومن هنا أدركت أن الحياة لا تدوم وإن طالت وإذا حلت غصت حلاوتها في الحلقوم من بعد مرارة
والنفس المؤمنة بتدبر سورة الكهف ترحم وبفهم رسائل الحياة تسلم . |